مع اقتراب فصل الشتاء وبدء انخفاض درجة الحرارة، تصبح الأعمال المنزلية المرتبطة بالتعامل مع الماء -خاصة في المطبخ- أثقل على النفس، خشية البرد وخشية جفاف البشرة.

في هذه المقالة أقدم لكنّ بعض النصائح التي ستعينكن بإذن الله على أداء المهام المطبخية المطلوبة في أجواء دافئة ومشجعة مع حماية بشرتكن.

إشعال الفرن على حرارة منخفضة

أول نصيحة هي تدفئة المكان عن طريق إشعال الفرن على أقل درجة حرارة فيه قبل البدء في العمل، خاصة في الأيام شديدة البرودة التي تجعل الجسم كما يقولون “مخشب” من البرد. فمع تدفئة أوصال الجسم سيتحرك بسلاسة ومرونة أكثر مما يعيننا على إنجاز الأعمال المطلوبة بسرعة.

ولا أنصح بغلق باب المطبخ في هذه الحالة، فرغم أن هذا سيسرع من تدفئة المكان في وقت أقصر إلا أنه سيجعل التباين بين درجة حرارة المطبخ ودرجة حرارة باقي البيت كبير جدًا مما قد يعرضنا للإصابة بالبرد والأنفلونزا لا قدر الله.

وبالنسبة لي دور الفرن لا يتوقف فقط عند نشر الدفء في المكان، وإنما يمتد لتعطيره أيضًا!

فمع بدء ظهور البرتقال أحتفظ بقشره وأضعه يوميًا في الفرن، حتى إذا ما أشعلته تفوح رائحة البرتقال في المكان وتعطر المطبخ بل والبيت كله برائحة زكية منعشة تحسن من المزاج وتعين على الإقبال على إنجاز الأعمال المنزلية بروح معنوية عالية.

وجدير بالذكر أنني -بمجرد إشعال الفرن- أضبط المنبه على وقت محدد حتى لا أنساه مشتعل وأنام مثلا. فقد نهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النوم مع ترك نار مشتعلة، فقال: إن هذه النار عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم }

ارتداء قفازات بلاستيكية

كثير من ربات البيوت لا يرتدين قفازات أثناء العمل في المنزل بشكل عام وفي المطبخ بشكل خاص، وهذا يضر ببشرة أيديهن بشكل كبير أيًا كانت درجة حرارة الجو، فتعرض البشرة للمنظفات والماء البارد والساخن بشكل متكرر ينزع عن البشرة الطبقة الحامية لها من زيوت طبيعية وبكتريا نافعة تحميها من العوامل المختلفة.

البعض يقول أنه لا يشعر بنظافة الأشياء من عدمها إلا بلمسها مباشرة باليد، لكن جدير بالذكر أن خامة القفازات تطورت كثيرًا عن الماضي وأصبحت أكثر رقة لتتيح الشعور بما نمسك به، وبها بروزات تحول دون انزلاق الأشياء من اليد.
بالإضافة للأنواع المتوفرة بعدة مقاسات وعليها مقياس في العبوة من الخلف لتحددي المقاس المناسب ليدك.
كما يوجد قفازات مبطنة بطبقة رقيقة قطنية الملمس من الداخل حتى لا تتعرق اليد بعد فترة من ارتداء القفازات.
كذلك يوجد قفازات طويلة الذراعين مما يحمي مساحة أكبر من التعرض للماء والشعور بالبرد.

كما يمكنك ارتداء القفازات الطبية وهي أكثر رقة من القفازات المطبخية إلا أنها لا تستخدم أكثر من مرة ولا تحمي من حرارة الماء بنفس الدرجة.
وتحضرني هنا نصيحة لمن يعانين من الإكزيما، فقد قرأت من قبل في مدونة تعاني صاحبتها من الاكزيما أن القفازات الطبية العادية المحتوية على مادة اللاتكس والمغطاة بالبودرة من الداخل تزيد من الإكزيما، لهذا يجب على المصابات بها اختيار الأنواع الخالية من تلك المادتين، حيث يكون مكتوب على العبوة latex free, powder free.

ويمكنك استغلال الوقت الذي ترتدين فيه القفاز لترطيب يديك باستخدام مرطبك المفضل، عن نفسي أفضل كريم جليسوليد في فصل الشتاء حيث يعالج بشرة يدي من الجفاف بكفاءة وفعالية حتى بعد غسله.

وقد شاركتكن في تدوينة سابقة بنصائحي للعناية ببشرة اليد، أتمنى أن تطلعن عليها.

ارتداء مريلة/مريول مطبخ

ارتداء مريلة المطبخ أيضًا من الأمور التي تتجاهلها كثير من ربات البيوت رغم أهميتها، فدورها كبير في حماية الملابس من بقع العوامل المختلفة التي نتعرض لها في المطبخ أثناء التنظيف والطبخ، وبالتالي إطالة عمر ملابسنا وتوفير المال الذي قد ينفق على ملابس جديدة بدل التي أفسدها شغل المطبخ.

كما أن أهمية مريلة المطبخ تزيد في الشتاء حيث تحجب البلل عن ملابسنا فلا نعمل بملابس مبللة ونصاب بالبرد وآلام البطن لا قدر الله.

وعن كيفية اختيار مريلة المطبخ المناسبة فالأمر ببساطة يعتمد على طبيعة المهمة التي نقوم بها أثناء ارتدائها، فالمريلة البلاستيكية أو القماشية المبطنة بالبلاستيك مناسبة لغسل الأواني والتعامل مع الماء، بينما القماشية فقط -ويفضل القطنية منها- تناسب العمل أثناء الطهي والوقوف أمام الموقد، حيث أن البطانة البلاستيك قابلة للاشتعال فيجب الحذر من الاقتراب بالنار بها، كما أنها ستشعرنا بالحر الشديد خاصة عند ارتفاع درجة حرارة الجو.
وينصح بالابتعاد عن المرايل المبهرجة المنفوشة ذات الشرائط والأجزاء المتطايرة لأنها قد تتعرض للاشتعال دون أن ننتبه أثناء الاقتراب من الموقد لا قدر الله.

الاستماع لشيء مفيد

هذه النصيحة بالطبع ليست مرتبطة فقط بفصل الشتاء ولا بأعمال المطبخ وحدها، لكنني أحببت أن أذكرها. فالاستماع لأشياء مفيدة يخفف عن النفس وطأة الأعمال الرتيبة التي لا تحتاج لمجهود ذهني، ويجعلنا نشعر أننا نستثمر الوقت بشكل مضاعف.

مثل أن نستمع للقرآن الذي يطمئن به القلب وتهدأ به النفس، أو أن نغذي عقلنا بالاستماع لكتب صوتية، أو برامج تثقيفية مفيدة على يوتيوب مثلا أو غيره من المنصات التي تتيح تشغيل قائمة معدة مسبقًا حتى لا تنشغلي باختيار شيء جديد لتستمعي إليه كلما انتهى ما قبله.

كانت هذه نصائحي لتسهيل العمل في المطبخ خلال فصل الشتاء بشكل خاص، كما يصلح بعضها بالأتكيد للتطبيق طوال العام.
أتمنى أن تساعدكن وتخفف من ثقل مهام المطبخ عليكن في البرد.

وأنت هل لديك حيل ونصائح لتيسير الأعمال المطبخية؟ شاركينا إياها في التعليقات ☺️👇

شاركي المحتوى، لتعم الفائدة ♥