لا شك أن تسمية الأشياء بغير أسمائها مع التكرار يسلخ الأمور عن حقيقتها ويخلطها في أذهان الناس لتبدو أجمل أو أقبح مما هي عليه حقيقة.

تعلمت في صغري أن حجاب المرأة البالغة المسلمة هو كامل زيها المحتشم الذي تتحقق فيه صفات الحجاب الشرعي من حيث:

ـ استيعاب جميع البدن إلا ما استثني
ـ أن لا يكون زينة في نفسه
ـ أن يكون صفيقا لا يشف
ـ  أن يكون فضفاضا غير ضيق فيصف شيئا من جسمها
ـ أن لا يكون مبخرا مطيبا
ـ أن لا يشبه لباس الرجل
ـ  أن لا يشبه لباس الكافرات
ـ أن لا يكون لباس شهرة

الأدلة والتفسير في المصدر

ولا أعرف بالتحديد متى حدث بالضبط أن أُختزلت كلمة الحجاب في مصر لتصبح دلالتها هي غطاء الرأس فقط!

فنجد بعض البنات عندما تقرر أن “تتحجب” ترتدي طرحة أو “إيشارب” على رأسها ربما يظهر منها بعض شعرها، وما ترتديه على جسمها قد يكون يشف ويصف و”فيه العِبر”، ثم تجد من حولها ما بين مهنئ ومتفاجئ قائلاً: (ايه ده! أنتِ لبستِ “الحجاب”؟!)

في بعض المجتمعات الإسلامية تشير كلمة حجاب لكامل غطاء الجسم الذي يرتدونه فوق ملابس الخروج والتي لا تظهر إلا أمام النساء. وهذا هو المنطقي في الواقع.

غير هذا إن لم تنطبق الشروط، وإن تحرينا الدقة، فالسؤال الصحيح يجب أن يكون: (ايه ده! أنتِ لبستِ “الطرحة”؟!)

تخيلوا معي مثلا رجل لديه بيت جميل وحديقة غناء وخاف عليهما من أعين الناس، فأخذ قرار بأن يحجب بيته وحديقته عن الأعين وقال: “من الغد سوف أضع بين بيتي وأعين الناس حجاب” واليوم التالي وجدته وقد بنى سور مزخرف مليء بالفجوات لا يوجد فيه جزء مصمت إلا شريط أعلاه! ماذا سيكون رأينا عن تصرفِ هذا الرجل؟

سبق أن قرأت مقال فيه ما معناه أن تسمية المعاصي بمسميات غير أسمائها، والترويج لها بالمسمى الجديد يكون دائمًا هو البداية لتخفيف من وقع المعاصي على النفس واستساغتها، وفصلها عن أحكامها الشرعية لاختلاف الأسماء وعدم ربط الأجيال الجديدة ما اعتادوا عليه بالاسم الأصلي للأمور. المصدر

لهذا يجب علينا كمسلمات وخاصة عند التحدث أمام الصغار الانتباه لما نستخدمه من كلمات وأسماء، حتى نرسخ في أذهانننا وأذهانهم المعنى الصحيح والأمثل لهذه الكلمات بما يتفق مع ديننا الحنيف الإسلام. ♥

شاركي المحتوى، لتعم الفائدة ♥