عدنا!

أحاول نشر هذه المقالة من فترة.. وأنتظر وقت مناسب.. لكن متى هو الوقت المناسب!

مازال العدوان الغاشم مستمر.. لم أكن أتخيل -ومثلي كثيرون – أن يستمر طوال هذا الوقت.. وما زلنا مستمرون بما نحسبه في استطاعتنا وبخاصة المقاطعة!

هذه ليست أول مقاطعة -بالنسبة لي على الأقل- فمنذ أربعة سنوات تقريبا كنت قد قاطعت المنتجات الفرنسية بعد سوء أدبهم مع سيد الخلق ﷺ، ووقتها كتبت عن ذلك هنا على المدونة من باب حث الناس، ولأعلمكم بأنني أزلت كل تدوينات مراجعات المنتجات الفرنسية على مدونتي لأكون متسقة مع ذاتي وما أنادي به. وكانت أكثر من 15 مقالة.

وأعيد الآن ذلك، رغم أن نسبة كبيرة من محتوى المدونة للأسف كان عن منتجات لشركات عالمية غربية، إلا أنه -مرة أخرى- يتعين عليّ أن أكون متسقة مع ذاتي وما أنادي به، لذا قمت بإزالة تلك التدوينات أيضًا وكانت 50 تدوينة، لينخفض عدد تدوينات المدونة لـ 115 تدوينة.

لكن يبقى الكثير من المحتوى -الحمد لله- لتقييمات لمنتجات مصرية تجدونها مجمعة هنا، بالإضافة لمنتجات أخرى غير مقاطعة ومحتوى اجتماعي ونصائح نسائية لا دخل لها بمنتجات بعينها، وأسأل الله أن يعينني على زيادة هذا المحتوى في المستقبل القريب، وأن يستعملني ولا يستبدلني.

هناك دعوات رأيتها تنادي ليس فقط بالاستغناء عن المنتج الغربي بالمنتج المحلي.. بل بالاستغناء عن منتجات الكماليات كلها والتقشف والاخشوشان قدر المستطاع.

لكنني أخالف هذا الرأي، فالاخشوشان لا يعني بالضرورة الاستغناء تماما عما يمكننا تملكه ليقوم بوظيفة مفيدة تسهل حياتنا.. بل بألا نتركه يتملكنا بدل أن نملكه نحن، وإن غاب عنا تكدرت معيشتنا وتعطلت مصالحنا.

ولا يغيب عن المتأمل في وضع أمتنا أن الحرب عليها ليست فقط بالأسلحة الفتاكة.. وإنما أيضًا بالأسلحة “الناعمة” الخبيثة على البيوت التي نظنها آمنة من مغبة العدوان! من إعلام، وإعلان، ومناهج، ومنظمات أهلية تحاول جاهدة تفكيك الأسرة، بتحريض النساء على الرجال وتشويه قيمة القوامة وحسن التبعل، والرجال على النساء وإغرائهم بالعري الذي أصبح سهل الوصول إليه، والأبناء على الأبوين والكبار عموما بتحطيهم مفهوم القدوة.

فتجد المرأة المسلمة العادية نفسها في حرب حقيقة لإعفاف زوجها، وحوله من كل جانب مغريات -لم يطلبها أو يسعَ إليها بالضرورة- في لافتات الإعلانات في الشوارع وأبواب المحلات وإعلانات ومقترحات في الهواتف النقالة في كافة التطبيقات.. نساء “بلا عيوب” بفعل مساحيق التجميل وبرامج التعديل وفلاتر التزوير!

وأمام كل هذا على المسلمة التي تتلمس سبل الاحتشام خارج بيتها، أن تلتمس سبل التزين والتجمل والتدلل لزوجها داخل بيتها وتصلح النية لتنال رضا ربها برضا زوجها وإعفافه.

من جميل ما رأيت في خيم النازحين -عجل الله تفريج كربهم- خيمة عليها لافتة بسيطة لكوافيرة نسائية.. قد نقول أنها حِرفتها وعليها التكسب في هذه الظروف الصعبة.. لكن زبوناتها لم تنسِهن الظروف العصيبة أنوثتهن، ومتطلبات حسن التبعل لأزواجهن.. لله درهن!

فطالما أكرمني الله بما يمكنني به التزين والتجمل لزوجي، لا أرى أنه يجب علي الزهد في هذا بحجة “التضامن” فلن يفيد المبتلين تقصير المسلمات مع أزواجهن!
وطالما قلبك حي نابض وتدعمين بكل الطرق من مقاطعة، ودعم مادي، ودعاء، فلا تعارض بين هذا وذاك.

ومشاركتي لكنّ بتجاربي ليست من باب التباهي بما أشتري، بل هي -منذ اليوم الأول لإنشاء القناة- كانت ومازالت لمساعدتكن في اتخاذ قرار شراء منتج من عدمه، عن طريق عرض تفاصيل المنتج كاملة، وتجربتي له بالتفصيل، وهذا هام جدا في الفترة الحالية خاصة لأن الكثير مننا توقف عن استخدام منتجات عرفها “ووثق” بأدائها لسنوات وارتاح عليها، ويجد نفسه فجأة يحتاج لتجربة منتج لا يعرف عنه أي شيء، ومع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر بشكل خاص يصبح قرار الشراء ذو أهمية كبيرة فلا يوجد رفاهية التجربة والتخلص من المنتج غير المناسب ببساطة مع ارتفاع سعره الكبير من جانب ومحدودية الدخل من جانب آخر!

فأسأل الله أن أوفق في إفادتكن قدر المستطاع.

خلال سنوات غيابي مررت بتجربة الحمل والإرضاع، وكان هناك قيود على ما يمكنني استخدامه في هذه الفترة، كما أن ضيق الوقت ساهم في قلة المنتجات التي أصبحت أجربها وأستكشفها! إن كنتِ أُم فبالتأكيد تعلمين أن العناية بطفل رضيع تجعل مجرد استخدام بلسم الشعر من الرفاهيات!

والآن -وقد فطمت صغيرتي الحمد لله- أصبحت أجد القليل من الوقت الذي يسمح لي ببعض “الرفاهيات” من العناية الشخصية، لكنني أجد نفسي في حاجة لاستكشاف عالم جديد مليء بمنتجات الشركات المحلية، القديمة والجديدة، وما أكثر هذه الأخيرة!

لم أتوقع أبدًا أنني بغيابي عن المدونة -لثلاثة سنوات ونصف- سيفوتني الكثير من المستجدات في عالم العناية الشخصية، وفي جديد السوق المحلي المصري بشكل خاص!

لم تشفع لي متابعتي لهذا العالم لسنوات، لأجدني فجأة يفصلني عن جديده ما يبدو أن سنوات ضوئية عما أريد اللحاق به!

ساعدوني في التعليقات بترشيحاتكن لأفضل المنتجات التي أعجبتكن من الشركات المحلية.

أمر آخر أريد الإشارة إليه.. وهو كوني أصبحت أمًا الآن، فمن الطبيعي أن تدخل مواضيع جديدة في دائرة اهتماماتي لم أكن أوليها اهتمام من قبل، وطبيعي أيضًا أن ينعكس هذا الاهتمام على ما أقدمه على مدونتي وحساباتها من مواضيع، لكن اِطْمَأْنِنْ -إن كان هذا يقلقكن بأي شكل!- فليس لدي أي نية لتغيير توجه القناة ليصبح بشكل حصري عن الأمومة والطفولة مثلا!

ربما أتحدث هنا وهناك عن تجاربي مع منتجات أطفال أو أشيا ءمفيدة في هذا العالم لكن ليس بشكل حصري فارق عن محتوى المدونة السابق.

وأخيرًا أردت مشاركتكن أمور لاحظتها بعد عودتي لمتابعة المحتوى الخاص بالعناية الشخصية:

. أولها زيادة ثقافة ووعي المستهلك. أصبحت أقرأ في تعليقات البنات كلمات مثل تضرر حاجز البشرة، وروتين ترميم البشرة، والتنظيف المزدوج… وهي كلمات لم أكن أراها إلا في صفحات المحتوى الأجنبي.

. وساهم في هذا الوعي انتشار حسابات صناع المحتوى من خلفية طبية -أطباء وصيادلة- مما أضاف بُعد ومرجعية علمية للمحتوى المقدم وبالتالي تثقيف المستهلك.

. لكن لفت انتباهي كذلك أنه ليست كل الحسابات ذات المرجعية الطبية لديها أمانة علمية! هناك حسابات تستغل ثقة الناس في لقبهم الطبي ولهفتهم لعلاج مشاكل بشرتهم وشعرهم المختلفة ليسوقوا لهم منتجات، ويعدوهم بوعود براقة مبالغ فيها، ولا يراعون الله فيما يقدمون.

. ناهيك عن الشركات نفسها التي تستخدم دعاية مبطنة في شكل تقييم عند “المؤثرات” وفي كثير من الأحيان تكون مبالغ فيها ومضللة للمستهلك.

تجد شركة تقدم أجهزة للشعر تأتي “بمؤثرات” شعرهن معالج كميائيًا أصلا، والتأثير المشاهد في المقطع ليس بسبب منتجهم من الأصل، من منا لديها شعر طبيعي تجففه بالهواء بشكل عشوائي بدون فرشاة فينتهي بها الحال بشعر مفرود تماما بدون أي هيشان! هذا استخفاف بعقول الناس.

وشركة أخرى تروج لـ”غسول البشرة” الذي سيحل كل مشاكل البشرة أيا كان نوعهاَ وتجد كل من يتكلمن عنه يقلن نفس الكلام تقريبا، بما يوشي بوضوح أنه نص موزع عليهن ليقرأنه ويعرضنه بطريقة محددة.

وبلا شك فإن انتشار المحتوى الدعائي هذا جعلني لا أستطيع الثقة في مصداقية أغلب القنوات والشركات، ويضيف عبء الإحساس بضرورة تجربة كل منتج مقدم بشكل شخصي قبل تصديق أي وعد مقدم منهم، وهذا مستحيل وغير قابل للتطبيق قطعًا، فلا وقتي ولا مالي يسمح بهذا!

. شيء آخر لفت انتباهي هو انتشار استخدام اللغة الانجليزية بداعٍ وبدون داع، بشكل أراه منفر وغير مبرر! بعضهن تبدأ المقطع بمقدمة انجليزية صرف حتى تظنها ستكمل الفيديو كله بهذه الطريقة، لكنها فجأة تنقلب مصرية عادية جدا! وأخريات انجليزيتهن ضعيفة لكنهن يحشرنها وسط الكلام ليواكبن تلك التقليعة والسلام!

وهذا يثير ضيقي جدًا.. ليس عن جهل باللغة الانجليزية! فلله الحمد مَنَّ الله علي بمستوى جيد من المعرفة بها، لكنني أرفض استخدامها بهذا الشكل اعتزازًا بهويتي ولغتي، واحتراما لمتابعاتي اللاتي ما زلن يجدن هذا التوجه منفر.

إذا كنتِ قد وصلتِ إلى هنا بعد قراءة كل ما سبق، فأنا أشكرك أولا، وأهنئك ثانيًا!

لم يعد الجميع يصبر على قراءة المقالات الطويلة هذه الأيام.. بارك الله لكِ.

أراكن قريبًا في مراجعة لمنتج مصري بإذن الله.

شاركي المحتوى، لتعم الفائدة ♥