منذ فترة طويلة وفكرة هذه المقالة تشغل بالي، خاصة بعدما كتبت مقالات العناية بالمنطقة الحساسة ، و نصائح لتجنب التسرب أثناء الدورة الشهرية، و تجربتي مع ملابس دايس ، وبدأت في كتابتها بالفعل وتوقفت عدة مرات، لكن دائمًا ما يظهر على السطح أسباب تجعلني أتحمس للعودة إليها وإكمالها.

حديثنا اليوم عن “وسائل التحفظ النسائية”، أو بمعنى آخر الوسائل التي استخدمتها النساء على مدار التاريخ من أجل الحفاظ على نظافتهن الشخصية خلال فترة الدورة الشهرية أو النفاس أو الإفرازات المختلفة… إلخ
تعددت الوسائل وتطورت واختلفت بمرور السنين، وأحببت أن أشارككن ما قرأته في هذا الخصوص.

vintage-menstrual-pads

اعتادت النساء قديمًا – قبل صنع الفوط الصحية ذات الاستخدام الواحد – اعتادت استخدام قطع من النسيج المحاك أو من البشكير مصنوعة من الخامات المختلفة ذات القدرة على الامتصاص مثل القطن والكتان، بغرض حفظ ملابسهن خلال فترة الحيض أو النفاس أو في أي وقت قد تجد فيه افرازات وتريد حفظ ملابسها الداخلية منها، ومن ثم تقوم بغسلها وإعادة استخدامها مرات متكررة، ورغم أنها كانت تؤدي الغرض منها إلا أنها كان لها عدة سلبيات والتي لا زالت الصناعات الحديثة تحاول التغلب عليها، أهم تلك السلبيات بالطبع هي التسريب والتحرك من المكان والحاجة إلى الغسل.

disposable-menstrual-pads

أغلب الظن أن فكرة الفوط الصحية القابلة للرمي | disposable menstrual pads نشأت خلال فترات الحروب التي سبقت الحرب العالمية الأولى، حيث كانت الممرضات تستخدم الضمادات المعدة لتضميد الجرحى كوسيلة للتحفظ خلال دورتهن الشهرية لما لها من قدرة عالية على الامتصاص، ورخص سعرها نسبيًا مما يسمح بالتخلص منها بعد الاستخدام.
بعد فترة انتبهت الشركات في أوربا ومن بعدها أمريكا لهذا السوق الواعد وبدأت في صناعة الفوط الصحية في صورها الأولية والتي تطورت مع الوقت لتصبح بالشكل الذي نعرفها به الآن من وجود لاصق بالخلف وأجنحة حماية وخلافه…

disposable-daily-liners
في العقود الأخيرة ظهرت أيضًا الفوط اليومية | Panty Liners.
وهي لها نفس فكرة الفوط الشهرية ذات الاستخدام الواحد، وغرضها تقديم الحماية للنساء في حالة التعرق أو الإفرازات المختلفة في هذه المنطقة والتي لا تحتاج لفوطة بحجم الفوط الشهرية، لكن تظل في حاجة لوجود شيء ما يقدم إحساس الحماية والنظافة، وبدأت الشركات تبدع فيها كذلك من حيث الشكل والخصائص والصفات.

cloth_menstrual_pad_5

الطريف أنه الآن وبعد كل هذه السنوات وتطور الفوط الصحية بشكل كبير، ظهرت دعوات تنادي بضرورة العودة إلى الطبيعة وعدم إضرار البيئة بالمخلفات البلاستيكية التي يتطلب تحللها عشرات وربما مئات السنوات، وبالطبع كان من ضمن ما ينادون بالتوقف عن استخدامه “الفوط الصحية القابلة للرمي” لما تحتويه من خامات غير قابلة للتحلل، وكذلك مواد كيميائية قد تضر بالجسم كما نرى من عدة شركات في دعايتها أنها تحتوي على مادة هلامية متطورة تمتص أكثر من القطن وخلافه… ولا نعرف مدى تأثير تلك المواد على الجسم والبيئة.
وبالفعل هناك الكثير من النساء حول العالم استجبن لهذا النداء وبدأن في استخدام “فوط صحية قابلة لإعادة الاستخدام” مصنوعة من القطن والصوف وغيرهما من الخامات الملائمة لوظيفة تلك الفوط، بدافع الحفاظ على البيئة وتجنب الأضرار المحتملة، كما أنها أوفر بالتأكيد على المدى الطويل!

تلك الفوط القماشية أصبحت متوفرة بتصاميم وأطوال وأسماك مختلفة على حسب الحاجة، كما أنها اقتبست الشكل الحديث للفوط فأصبح لها أجنحة وانحناءات في الأمام والخلف لتوفير أقصى حماية ممكنة، وربما الاستعانة بخامات مطاطة لضمان احتضانها للمنطقة بشكل جيد إلخ.. وكمثال نجد على متجر اتسي | ETSY الشهير الكثير من المشاريع الصغيرة لتوفير تلك الفوط، كما يوجد تجارب مع تلك الفوط للمدونات وعلى قنوات يوتيوب توضح مزايا وعيوب أنواع عدة متاجر بناء على تجربتهن.

عن نفسي رغم اتفاقي مع المبدأ الذي دفعهن للعودة إلى الطبيعة للحفاظ على أنفسهن من المواد الكيميائية، والحفاظ على البيئة من الملوثات، والتوفير بالطبع.. إلا أنني للأسف لست مستعدة حاليًا للتحول لاستخدام الفوط الصحية القماشية بدلاً من ذات الاستخدام الواحد.. جزء كبير من عدم استعدادي راجع لتعودي على ذات الاستخدام الواحد وخوفي من عبء تنظيف  القماشية في وقت قد أكون غير مهيأة فيه نفسيًا أو جسديًا..لكن ربما أغير رأيي مستقبلا، من يدري!

وسواء بالنسبة للفوط القابلة لإعادة الاستخدام أو تلك ذات الاستخدام الواحد فالاثنان يجتمعان على إمكانية استخدامهما من قبل الفتيات البكر أو المتزوجات أو من سبق لهن الزواج.
وأذكر هذا لأنني سأنتقل الآن بالحديث لنوعين آخرين لا يناسبان سوى من سبق لهن الزواج أي تم الدخول بهن، لأنهما ببساطة قادرين على قطع غشاء البكارة.

سأتحدث عن الوسيلة التي عُرفت أولاً وإن كانت لازالت محدودة الانتشار نسبيًا في البلاد العربية

tampon

التامبون | tampon :
وهو عبارة عن اسطوانة مضغوطة من خامة غالية الامتصاص يتم إدخالها في المهبل لتمتص دم الحيض.

مزاياه:

– ثباته في مكانه وعدم تحركه.
– يحمي من التسرب المحرج للحيض.

عيوبه:

– لا يناسب غير المتزوجات كما ذكرنا حتى لا يفض غشاء البكارة.
– يجب تغييره كل ساعتين إلى أربع ساعات على الأكثر وإلا أدى إلى مضاعفات خطيرة بسبب فساد دم الحيض داخل الجسم، وتم رصد حالات وفيات بسبب نسيانه لفترة طويلة داخل الجسم دون إزالة أو تغيير
– وظيفته قائمة على امتصاص السوائل مما يعني أنه يحبس الأجزاء الصلبة أو المتكتلة من الحيض داخل الرحم ومع عدم وجود السوائل التي تسهل نزول تلك الكتل فإنه يعرض الجسم لخطر عدم التخلص من الحيض بشكل كامل مما قد يؤدي مرة أخرى لفساد الحيض داخل الجسم حتى وإن تم تغييره بشكل متكرر.

إلى جانب تلك المحاذير يجدر التنويه إلى أن هناك عدد لا بأس به بين النساء في الغرب يستخدمنه بشكل دائم دون مشاكل وحالات الوفيات أو التسمم التي ظهرت كانت محدودة جدًا مما لم يمنعهن من الاستمرار في استخدامه.

كما يوجد منه هو الآخر نوع قابل لإعادة الاستخدام، خامته هي الأسفنج البحري الطبيعي. يتم استخدامه عن طريق تبليل قطعة الأسفنج وعصرها جيدًا وإدخالها مثل التامبون العادي. وغسلها جيدًا بعد الاستخدام وتطهيرها بماء به قطرات من زيت شجرة الشاي.

أما عن الوسيلة الثانية والأحدث حتى الآن هي..

menstrual-cups

كأس الحيض | menstrual cup:
وهو عبارة عن كأس صغير الحجم مصنوع من السليكون الطبي الملائم للاستخدام داخل الجسم، يتم إدخاله وتثبيته في المهبل أثناء الدورة الشهرية ليتجمع فيه دم الحيض ومن ثم تفريغه بشكل متكرر وتنظيفه وإعادة إدخاله وتثبيته.
تصنعه الآن العديد من الشركات وبدأ ينتشر بين النساء محبات العودة للطبيعة، ولهن قصص وتجارب توضح مزايا وعيوب تصميم كل نوع على حدة لمن أرادت الاستزادة في هذا الشأن. لكن بشكل عام سنذكر مزاياه وعيوبه…

مزاياه:
– قابل لإعادة الاستخدام مما يعني أنه يحافظ على البيئة، ويوفر في المال.
– يوفر حماية من التسرب.
– يتجنب مساوئ التامبون الخاصة بحبس كتل الدم لأنه لا يمتص الدم السائل فقط، وإنما يجمع السائل منه والمتكتل إلى أن يتم تفريغه.

عيوبه:
– لا يناسب الفتيات البكر لأنه سيؤذي غشاء البكارة.
– لازال خطر نسيانه داخل الجسم قائم مما قد يعرض حياة مستخدمته للخطر.

GOGIRL

وبالحديث عن هذا الكأس، ولأن الشيء بالشيء يذكر، هناك منتج آخر شبيه من حيث الشكل لكن مختلف من حيث الفكرة واسمه GO GIRL بمعنى “انطلقي يا فتاة” وهو لغرض مختلف، فهو ليس خاص بالحيض أو الجهاز التناسلي من الأصل، وإنما بالجهاز البولي!
نعم،فهو أداة تشبه القمع، والمفترض أن صانعوها يقدمونها كحل للمرأة للتبول في المراحيض النسائية العامة أو في الخلاء  والمعسكرات بسهولة، وبدون أن تضطر للجلوس على مرحاض استخدمه كل من هب ودب، أو أن تضطر لخلع ملابسها السفلية بالكامل لتتمكن من قضاء حاجتها في الخلاء دون أن تتسخ!
المنتج يبدو منطقي من حيث الفكرة، لكن لا أدري إن كان عمليًا من حيث الاستخدام، خاصة وأنه لديّ بعض التوجسات من ناحية إمكانية تنظيف الجسم وتنظيفه وإعادة حفظه في عبوته إلى حين الاستخدام التالي!
يوجد منتج شبيه به على موقع سوق هنا
ما رأيكن؟ هل يمكن أن تفكري في استخدامه يومًا ما؟!

شاركي المحتوى، لتعم الفائدة ♥