مرحبًا متابعات المدونة العزيزات 
من منكن تتابع المدونة من فترة طويلة وبالتحديد من سنتين على الأقل غالبًا حضرت افتتاحي لمدونة ثانية اسمها “كل شيء خياطة“.
كنت قد قمت بإنشاءها بمناسبة شرائي لماكينة خياطة وكتبت عن رحلة بحثي عن الماكينة الأنسب لاحتياجاتي وكتبت عدة مواضيع أخرى تخص مجال الخياطة بشكل عام.

ومن منكن تابعت تلك المدونة ومواضيعها غالبًا أيضًا تعرف أنني توقفت عن الكتابة فيها من مدة طويلة. وهذا يجزنني بصراحة لأنها لاقت اهتمام وترحيب من المتابعات، ولازالت حتى اليوم يأتيها مشاهدات بأعداد جيدة يوميًا وتعليقات واستفسارات.

سبب توقفي عن الكتابة فيها في البداية كان ناتج عن حالة انشغال عام ببعض الشئون الشخصية شغلتني حتى عن مدونة مسلمة جوة وبرة هنا وجعلتني أكتب بشكل متقطع على فترات متباعدة.
لكن مع الوقت جاءتني فكرة أصبحت تلح علي كثيرًا وهي دمج المدونتين معًا حتى لا أشتت مجهودي بين المواقع وأجمعه كله في مكان واحد ليسهل على إدارته ومتابعته، خاصة إذا أخذنا في الحسبان حسابات مواقع التواصل الاجتماعي لكل موقع على حدة وإدارة كل هذا مرهقة جدًا وتستنزف الوقت والمجهود الذهني قبل العضلي بالطبع.

رغم إلحاح فكرة فكرة الدمج إلا أنني لم أستطع اتخاذ قرار حاسم فيها، وحيرتي جعلتني أؤجل الكتابة في مدونة كل شيء خياطة حتى أبت في شأنها بشكل نهائي.

ما كان يؤخر اتخاذي قرار الدمج:

أولاً.. هاجس التخصص، وضرورة أن تكون كل مدونة تكون موجهة للفئة التي تهتم بنوعية المواضيع الموجودة فيها.
فمن تهتم بالعناية بالنفس والجسم والاجتماعيات ليست بالضرورة مهتمة بالخياطة والتفصيل والتطريز وما إلى ذلك، والعكس.

وثانيًا.. كان لدي هاجس آخر، وهو إن كان متعلق بالتخصص ولكنه من وجهة نظر مختلفة وهي محركات البحث، فلمدة طويلة جدًا كان راسخ لدي اعتقاد -بناء على قراءات عن طبيعة عمل تلك المحركات- وهو أن تخصص موقعك يجعل محركات البحث تعطي موقعك أولوية وترشحه للباحثين عن أي موضوع في المجال الذي تتخصص فيه، بخلاف المواقع الأخرى التي ليس لها تخصص واضح. وبالتالي تحقق انتشار أكبر بين الفئة التي تستهدفها وتهتم بمخاطبتها.

ثالثًا.. وهو الهاجس الأهم، أن مدونة “كل شيء خياطة” -على عكس مدونة “مسلمة جوة وبرة”- مرفوعة على موقع استضافة مجاني وهو موقع “بلوجر”، وبالتالي لا يوجد تكاليف إن توقفت عن دفعها يتم إيقاف موقعي، في حال وفاتي مثلا أو لأي سبب آخر.
وفكرة أن يكون لدي علم ينتفع به متاح للناس حتى بعد وفاتي مهمة بالنسبة لي.

ما يجعلني أعيد التفكير مرة أخرى في الدمج:

بالنسبة للتخصص.. فكرت أن اهتمامات النساء ليست محدودة وإنما متعددة وتشمل مجالات عدة، ومنذ الصغر ونحن نقرأ المجلات النسائية ونشاهد برامج المرأة بكل أقسامها واهتماماتها المختلفة، ولا أذكر أنني شعرت ولو لمرة بالغرابة من الحديث عن الطبخ، ثم الأزياء، ثم نصائح العناية بالبشرة… إلخ، كل ذلك من مصدر واحد.
لهذا أظن أن تخوفي من هذا الأمر مبالغ فيه إلى حد ما.

وبالنسبة لمحركات البحث فمنذ سنة تقريبًا وجدت اختلاف في طريقة تعاملها مع مدوناتي المختلفة ولا أظن أن التخصص لازال أولولية لديها بالشكل المصيري الذي كنت أعتقد فيه لترشح موقعي للباحثين.

وفي النهاية بالنسبة لمجانية المدونة.. فموقع “بلوجر” هو أحد خدمات جوجل، ومعروف عن شركة جوجل -أو شركة “ألفابيت” كما تم تغيير اسم الشركة الأم منذ عدة أشهر- معروف عنها أنها من حين لآخر تقرر إنهاء تقديم إحدى خدماتها بدون تقديم أي أسباب في الغالب، ولا يوجد ما يضمن أن يظل موقع بلوجر متاح “بالأبدية” التي أتصورها بعد وفاتي.
والعلم الذي ينتفع به قد أنال ثوابه من مجرد تعليمه لشخص وهذا الشخص يعلمه لآخرين بعد تعلمه مني، وليس بالضرورة أن أكون أنا دائمًا مصدر المعرفة في سلسلة التعلم.

كما ترون هواجسي كلها يمكن الرد عليها ودحضها، وهذا هو الذي يجعلني أميل أكثر مؤخرًا لفكرة الدمج، فإن كان من إيجابياتها أن أعود للكتابة في مجال الخياطة مرة أخرى فهذا أفضل بكثير من ترك المدونة بالكلية لمدة أوشكت على العامين تقريبًا.

لهذا بإذن الله سوف أحاول الفترة القادمة إعادة رفع المحتوى القديم على مدونة “كل شيء خياطة” هنا على مدونة “مسلمة جوة وبرة”.

وأتمنى من مشاركتي لكنّ بأفكاري أن تجعل أي تغييرات تحدث على المدونة مستقبلاً مفهومة الدوافع.
وأصبو منها كذلك أن تشاركوني بأفكاركن ورأيكن في قراري هذا في التعليقات. 🙂

 

شاركي المحتوى، لتعم الفائدة ♥